«همس الجليد» يقدم إشارات لتغيرات مناخية لا يمكن التنبؤ بها

المغرب 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تم الاعلان من ساعات عن تفاصيل «همس الجليد» يقدم إشارات لتغيرات مناخية لا يمكن التنبؤ بها ومن خلال موقعنا نيوز مصر سوف نعرض لكم الان التفاصيل الكاملة حول «همس الجليد» يقدم إشارات لتغيرات مناخية لا يمكن التنبؤ بها وذلك من خلال السطور القليلة التالية.

ft.svg

ت + ت - الحجم الطبيعي

صوت غامض يكشف صريراً من الجنبات المتجمدة من العالم في البداية، اعتقد علماء الزلازل أن هناك خللاً في أجهزتهم، فالإشارة التي التقطتها محطات الرصد في سبتمبر 2023 لم تتوافق مع النمط المتوقع من الترددات التي عادة ما تصاحب الزلازل أو الانفجارات البركانية. علاوة على ذلك، لم تكن هناك أي تقارير عن وقوع أحداث من هذا القبيل في ذلك الوقت.

ومع ذلك، كانت الإشارة واضحة على الشاشات حول العالم، وكانت على هيئة طنين من تردد واحد، يصدر نبضاً مرة كل 92 ثانية، وظل على حاله تلك طيلة 9 أيام. ونُسِبَت هذه الإشارة على المنتديات الأكاديمية على الإنترنت إلى كونها جسماً زلزالياً مجهولاً.

وبعد مضي عام، يعتقد علماء بتوصلهم إلى حل للغز حول ما تسبب في اهتزاز الأرض، وكان انهياراً أرضياً ناجماً عن التغير المناخي بشرق غرينلاند وتسبب في تسونامي، وظل هذا التسونامي يتخضخض داخل مضيق طيلة تسعة أيام. وأحدث التماوج المتكرر للمياه بين الضفاف الشاهقة والمتوازية وشديدة الانحدار اهتزازات أمكن سماع صوتها في القشرة الأرضية.

وتعكس هذه الحادثة كيفية إعادة تشكيل التغير المناخي لعالمنا بطرق خفية، وبصورة تدفع العلماء دفعاً إلى حدود قدراتهم الاستقصائية. وبحسب ستيفن هيكس، عالم الزلازل الحاسوبي لدى كلية لندن الجامعية، فإن «أساليبنا العلمية القائمة لم تكن مُهيأة للتعاطي مع هذا الأمر، لأننا لم نشهد له مثيلاً من قبل».

وتعاون هيكس مع كريستيان سفينينغ من هيئة المسح الجيولوجي للدنمارك وغرينلاند، وقادا معاً الجهود الرامية إلى فك لغز الإشارة. وتطلب التحليل، الذي نُشِرَ الأسبوع الماضي بمجلة «ساينس»، تعاوناً بين 68 عالماً عبر 15 بلداً، مع استخدام صور الأقمار الصناعية، والرصد الأرضي، وقوة حاسوبية ضخمة ومعلومات من الجيش الدنماركي.

والمهم في الأمر ليس أن التغير المناخي يجري على قدم وساق، ولا حتى أنه يحدث بصورة أسرع من المُتوقع، بل حقيقة أن تداعيات التغير المناخي ليست دائماً واضحة أو يمكن التنبؤ بها أو يمكن قياسها أو تفسيرها. ويؤكد أننا نمضي نحو عهد جديد من عدم اليقين المناخي.

وبالنسبة للإشارة، التي لوحظت للمرة الأولى يوم 16 سبتمبر من العام الماضي، فقد سجلتها أجهزة قياس الزلازل المنتشرة جغرافياً في أوقات مختلفة، مما سمح بتتبع مصدرها في شرق غرينلاند. وقد اهتزت أنتاركتيكا، في الجانب الآخر من العالم، بفعل الحدث في غضون ساعة. واستمرت إشارة غامضة وحيدة التردد بعد ملاحظة الموجة الزلزالية الأولى.

كشفت مجموعة من صور الأقمار الصناعية للمنطقة قبل الحدث وبعده، سحابة غبارية هائلة وتغيراً بالتضاريس أعلى ممر مائي داخلي يُدعى مضيق ديكسون. كما انهار جبل، ما أسفر عن انهيار أرضي، أدى بدوره، وفق القياسات اللاحقة باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات المُسيّرة، إلى سقوط 25 مليون متر مكعب من الصخور والجليد إلى داخل المضيق.

تصادف ذلك مع تقارير عن اجتياح تسونامي لموقع عسكري ومحطة بحثية يبعدان قرابة 70 كيلومتراً. وتمكنت البحرية الدنماركية من التقاط صور لما حدث في أعقاب الزلزال، بينما كانت تُبحر داخل المضيق بعد عدة أيام. ووجدت البحرية خطاً أسود بارتفاع 200 متر شكّله الركام المتساقط على نهر جليدي، ما يمثل الارتفاع الذي بلغه التسونامي الأولي.

ويتطابق الانهيار الصخري والجليدي مع النبضة الزلزالية الأولية. لكن تُرى، ما السبب وراء الاهتزازات الأطول أمداً؟ وقد تمكّن العلماء من رسم محاكاة للسيناريو المُحتمل، عن طريق نمذجة المواد التي تدفقت إلى المياه، وباستخدام بيانات عن عرض المضيق وعمقه وشكله.

وقد هوت الصخور والجليد المنهارة على إحدى ضفتي المضيق الذي يبلغ عرضه قرابة 3 كيلومترات، مما أسفر عن التسونامي الذي تسبب في موجة، تُدعى المد البحيري، تحركت في ترددات عبر المضيق. وتميل مثل هذه الموجات، إلى التبدد سريعاً، لكن نشأت هذه الموجة في امتداد من الماء يحده نهر جليدي من جانب وانحناء ضيق من الجانب الآخر.

كانت هذه الموجة الراكدة محاصرة على وجه الخصوص، ولم تتمكن من إفراغ طاقتها في المحيط الذي يبعد عنها نحو 200 كيلومتر.تشي المحاكاة بأن المياه كانت تتماوج من ضفة إلى الأخرى مرة كل 87 ثانية، ما يتوافق تقريباً مع الإشارة المرصودة. كما تشير النمذجة إلى تبدد المد البحيري بوتيرة بطيئة.

أما الانهيار الأرضي الحقيقي، الذي لم تره العين، فكان ناجماً عن ترقق الطبقة الجليدية عند سفح الجبل، مما زعزع استقرار التضاريس شديدة الانحدار. ويُعد الانهيار الأرضي والتسونامي هو الأول في شرق غرينلاند، ووقع في مسار سياحي شهير لسفن الرحلات. وأخبرني ستيفن هيكس بعمل السلطات الدنماركية على تقييم سلامة المنطقة.

وقد فحص العلماء البيانات التاريخية للزلازل بعناية، وعثروا على إشارات مماثلة وحيدة التردد في المنطقة ذاتها في البيانات التي تعود حتى عام 2016. ربما كان الصرير يصدر عن هذا الجانب المتجمد من العالم من قبل الحدث الزلزالي العام الماضي، وربما تسببت الانهيارات الأرضية الغريبة في موجات راكدة أصغر لم يلحظها العلماء من قبل. إذن، تتزلزل المنطقة الآخذة في الذوبان، وعلينا أن نشعر بالقلق فعلاً مما هو قادم.

Email
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق