تصعيد 10 فرق يشعل غضب الأندية الكبرى في ليبيا

في خطوة أثارت الجدل والغضب في الشارع الرياضي، أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم عن قراره بزيادة عدد الفرق المشاركة في الدوري الممتاز من 24 إلى 36 فريقًا. هذا القرار الذي جاء دون أي استشارة مسبقة للأندية أو الجمعية العمومية، تسبب في غضب واسع بين الأندية الكبرى التي كانت ترى أن هذه الخطوة من شأنها تغيير هوية الدوري والإضرار بجودة المنافسة.

وكان نادي النصر، بطل الدوري للموسم الماضي، أعلن رفضه الصريح لهذا القرار. وفي بيان شديد اللهجة، أكد النادي أنه سيتقدم بشكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومحكمة التحكيم الرياضية (تاس) لإلغاء هذه القرارات. وصف النصر القرار بالعشوائي والمخالف للمعايير الرياضية التي تنظم الدوري الممتاز، معتبراً أن هذا التغيير الجذري يهدف إلى تحقيق مصالح شخصية على حساب مصلحة كرة القدم الليبية.

الأندية الكبرى تتحد ضد القرار

لم يكن نادي النصر وحده في هذا الموقف. فقد انضمت إليه أندية كبرى مثل الهلال، الأهلي بنغازي، الأخضر، والتحدي، التي أعلنت عن رفضها الكامل لهذا القرار. واعتبرت أن هذه الزيادة في عدد الفرق تؤدي إلى تراجع مستوى الدوري وزيادة التكاليف التشغيلية على الأندية التي بالكاد تستطيع توفير ميزانياتها الأساسية. وأكدت هذه الأندية أنها لن تشارك في الموسم المقبل ما لم يتم إلغاء هذا القرار، مشددةً على ضرورة عودة المنافسة إلى طبيعتها.

وتبنت أندية الصداقة، الأنوار، التعاون، والمروج الموقف ذاته، مؤكدين أن هذا القرار يُعَدّ عبثًا إداريًا غير مسؤول من قبل اتحاد الكرة. كما أن نادي خليج سرت أعلن عن تجميد نشاطه الرياضي إذا تم اعتماد هذا القرار بشكل نهائي.

رابطة أندية طرابلس الكبرى تقود المعارضة

في ظل تصاعد الانتقادات، خرجت رابطة أندية طرابلس الكبرى بموقف أكثر حدة، إذ أعلنت رفضها القاطع للمشاركة في الدوري القادم تحت هذه الظروف. واتهمت الرابطة رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم بخلط الأوراق وتوظيف الاتحاد لتحقيق مصالح شخصية على حساب الرياضة الليبية. ودعت الرابطة إلى ضرورة تدخل الجمعية العمومية الممثلة بالأندية، مشددة على أن استمرارية هذا الوضع ستهدد مستقبل كرة القدم في البلاد.

الجمعية العمومية في موقف حرج

ومع استمرار الاحتجاجات، تتزايد الضغوط على الجمعية العمومية الممثلة في الأندية للتحرك واتخاذ موقف حاسم ضد هذه التغييرات. وتواجه الجمعية تحديًا كبيرًا في التوفيق بين مصالح الأندية الكبيرة التي تمثل العمود الفقري للدوري، وبين الأندية الصاعدة التي تطمح للعب في المستوى الأول.

الأندية الكبرى، التي استثمرت مبالغ طائلة في تطوير فرقها وتنافسها على البطولات، تجد أن هذه الخطوة ستعصف بجهودها. فزيادة الفرق تعني توسيع جدول المباريات وزيادة التكاليف التشغيلية، فضلاً عن خفض مستوى المنافسة. في المقابل، ترى الأندية الصاعدة أنها تستحق الفرصة للمشاركة في الدوري الممتاز.

الاتحاد الليبي لكرة القدم في مواجهة الفيفا ومحكمة تاس

وسط هذا التصعيد، يجد الاتحاد الليبي لكرة القدم نفسه في موقف حرج. فقد أصبحت القضية دولية بعدما أعلن نادي النصر أنه سيقوم بتقديم شكوى رسمية إلى الفيفا ومحكمة التحكيم الرياضية (تاس). هذا التحرك القانوني قد يعقد الأمور أكثر، خاصة إذا اتخذت المحكمة قرارات تؤدي إلى إلغاء التوسعة وإعادة تنظيم الدوري من جديد.

مستقبل الدوري الليبي على المحك

في نهاية المطاف، يواجه الدوري الليبي الممتاز أزمة كبيرة قد تعصف بمستقبله إذا لم يتم التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. وإذا ما استمرت الأندية في موقفها الرافض، فمن المحتمل أن نشهد انسحابات واسعة وتجميدًا للنشاط الرياضي في البلاد، وهو ما سيكون له أثر سلبي كبير على كرة القدم الليبية.

الأندية الكبرى تطالب بإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، وحثت الجمعية العمومية على اتخاذ خطوات سريعة وعاجلة لإيقاف ما وصفته بالعبث الإداري.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24