تضغط وسائل الإعلام الفرنسية خلال الساعات القليلة الماضية بقوة على المدير الفني لمنتخب فرنسا، ديدييه ديشامب، بخصوص استدعاء اللاعب الواعد لنادي موناكو الفرنسي، مغناس أكليوش صاحب الأصول الجزائرية، إلى منتخب فرنسا الأول بعد تألقه اللافت منذ بداية الموسم الجاري، وبالتحديد خلال لقاء برشلونة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا.

وقاد اللاعب الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية مغناس أكليوش، ليلة الخميس، فريقه موناكو لتحقيق فوز باهر على حساب برشلونة بنتيجة 2-1، لحساب الجولة الأولى من مسابقة دوري أبطال أوروبا 2024-25.

وقدم اللاعب الصاعد ذو الـ22 عامًا مستوى كبيرًا أمام نجوم البلوغرانا، ونجح في تسجيل الهدف الأول لفريقه بطريقة رائعة، بعدما تسلم تمريرة في الجهة اليمنى، قبل أن يروضها ببراعة ثم يتوغل داخل منطقة الجزاء ويراوغ، ليسكن بعدها الكرة في الزاوية القريبة، تاركًا الحارس تير شتيغن متحجرًا في مكانه يشاهدها دون حراك وهي تسكن الشباك.

وبرز مغناس أكليوش برفقة موناكو منذ الموسم الماضي، عندما أتيحت له فرصة اللعب مع الفريق الأول بعمر الـ19، حيث قدم مستويات كبيرة ببطولة الدوري الفرنسي، قبل أن ينجح في تثبيت أقدامه في تشكيلة فريق الإمارة بعدها بوقت قصير، ليصبح في بداية هذا الموسم لاعبًا مهمًا في مخططات المدرب النمساوي آدي هوتر.

ويعد اللاعب الشاب من أبرز المواهب الصاعدة في مسابقة الدوري الفرنسي خلال الموسم الحالي، ما جعل الجماهير الجزائرية تطالب باستقدامه سريعًا إلى المنتخب الجزائري الأول، حتى لا يضيع لمصلحة المنتخب الفرنسي، الذي لا يتوانى عن استدعاء أبرز اللاعبين المتألقين.

ديشامب تابع تألق أكليوش من المدرجات

وكان مدرب منتخب فرنسا، ديدييه ديشامب، حاضرًا في مدرجات ملعب لويس الثاني بموناكو وتابع التألق اللافت للاعب الذي نال فضية الألعاب الأولمبية 2024 مع منتخب فرنسا قبل شهرين، وسط انبهار وسائل الإعلام الفرنسية بما يقدمه اللاعب المهاجم.

وترى وسائل الإعلام الفرنسية بأن منتخب فرنسا يفتقد إلى موهبة كروية بحجم أكليوش من ناحية المهارات الفنية والذكاء في التعامل مع الفرص الهجومية، وطالبت ديدييه ديشامب بضرورة الإسراع في ضمه إلى المنتخب الأول، كما فعل مع نجم بايرن ميونخ الألماني، مايكل أوليز.

وكان أوليز وأكليوش أبرز لاعبين في منتخب فرنسا تحت 23 عامًا خلال دورة الألعاب الأولمبية التي جرت هذا الصيف بباريس، واستدعى ديشامب مايكل أوليز إلى منتخب فرنسا خلال معسكر بداية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، حارمًا بذلك المنتخب الجزائري من خدماته، بعد أن كان مرشحًا في فترة سابقة لحمل ألوانه.

وبدوره يوجد مغناس أكليوش ضمن مخططات الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وكان قد أعطى موافقته لمسؤوليه على حمل ألوان منتخب الجزائر بعد دورة الألعاب الأولمبية، لكن اللاعب الشاب، وفق مصادر "winwin"، تعرض لضغوط من طرف إدارة موناكو ومسؤولين في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ما جعله يتريث قبل حسم مستقبله الدولي.

اقرأ المزيد

وأكدت المصادر ذاتها بأن الاتحاد الجزائري تفهم وضعية اللاعب الشاب، وقرر منحه فسحة لتحديد مستقبله الدولي، في وقت ترتفع فيه حدة الضغوط على مدرب منتخب فرنسا لتوجيه الدعوة له ابتداء من معسكر شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وتخشى الجماهير الجزائرية تضييع "الخضر" للاعب واعد بحجم أكليوش كما حدث مع مايكل أوليز قبل شهر، خاصة أن ديدييه ديشامب يعيش ضغطًا كبيرًا في فرنسا بسبب تراجع أداء زملاء مبابي في الفترة الماضية، ما يدفعه للسعي لإرضاء وسائل الإعلام، التي تطالب بضم الموهبة الجزائرية الصاعدة، تفاديًا لانتقادات جديدة.