شهدت المناطق الجنوبية والشرقية للبنان سقوط مئات الشهداء وتدمير المنازل والمرافق الخدمية؛ إثر شن هجمات عنيفة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا.

واعتبر الإعلام الإسرائيلي تلك الخسائر المدنية أنها مواقع لضرب الصواريخ ومقرات قيادية لإدارة المعارك، في أسلوب قتالي قديم لجيش الاحتلال اشتهر بـ"أسلوب الضاحية".

وتسرد جريدة الشروق أهم المعلومات عن "أسلوب الضاحية"، الذي ظهر في حرب لبنان 2006، ولم يتوقف جيش الاحتلال منذ ذلك الوقت عن استخدامه.

-الفكرة إسرائيلية

ورد بصحيفة يديعوت أحرنوت أول ذكر لأسلوب الضاحية على لسان رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال غادي إيزنغوت، والذي تحدث عن أسلوب قتالي يتم خلاله ضرب السكان المدنيين والمقرات المدنية لتخويف جماعات المقاومة من القيام بأي هجمات ضد دولة الاحتلال.

وأكد إيزنغوت، في نفس الحوار الصحفي، أنه استخدم ذلك الأسلوب في حرب لبنان عام 2006، حيث اكتسب اسم الضاحية من ضاحية بيروت الجنوبية التي تم ضربها.

-بداية تنفيذه في حرب لبنان 2006

ادعت دولة الاحتلال في أول غارات حرب عام 2006 تدمير ثلثي الصواريخ متوسطة المدى وجميع الصواريخ بعيدة المدى لحزب الله في نصف ساعة فقط، ولكن أكد محللون عسكريون أمريكيون أن الأرقام مبالغ فيها، ودل على ذلك استمرار قدرات حزب الله الصاروخية، وذلك وفقا لكتاب "لبنان ميدان حرب الشرق الأوسط".

ووفقا لواشنطن بوست، تسببت الغارات الإسرائيلية المذكورة في تدمير 640 كيلومترا من الشوارع، و73 جسرا، و31 مرفقا خدميا.

بينما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن ضابط إسرائيلي في حينها تلقيه تعليمات بقصف برج سكني مقابل كل صاروخ أطلقته حزب الله.

-انتقادات الأسلوب

أكد مقال تحليلي بصحيفة الجارديان البريطانية، أن ضرب الأهداف المدنية بشكل عقابي ضمن أسلوب الضاحية لا يؤثر كثيرا على الجماعات المقاتلة، وعلى جانب آخر يزيد من شعبيتها لدى المدنيين القاطنين بالمنطقة.

وأوضح البروفيسور الأمريكي بالقانون الدولي ريتشارد فولك، أن التعامل مع المدنيين كأهداف عسكرية لمجرد مناصرتهم لجماعة مقاتلة هو أمر مخالف للقوانين الدولية ويجعل من الدولة المرتكبة لتلك الأساليب دولة إرهابية.