الهلال ينسحب من الدوري الممتاز ويطالب بإصلاح شامل لاتحاد الكرة

في خطوة مفاجئة ودراماتيكية، أعلن نادي الهلال الرياضي اليوم الجمعة انسحابه الرسمي من منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم لموسم 2024-2025. جاء هذا الإعلان الصادم في بيان شديد اللهجة أصدره النادي، تضمن انتقادات لاذعة لأداء الاتحاد  الليبي لكرة القدم، مطالبًا بسحب الثقة من الاتحاد بشكل فوري وإجراء انتخابات عاجلة لتصحيح المسار الرياضي.

الاتحاد يعدل اللوائح ويزيد عدد الأندية

بدأت الأزمة عندما قرر الاتحاد الليبي لكرة القدم تعديل نظام مسابقة الدوري الممتاز بزيادة عدد الأندية المشاركة، ما اعتبرته عدة أندية، على رأسها الهلال، خطوة غير مبررة تؤدي إلى تدهور مستوى المنافسة. يصر نادي الهلال على أن هذا التعديل يعكس الفوضى التي يعيشها الاتحاد، حيث يرى النادي أن زيادة عدد الأندية دون دراسة كافية سيؤدي إلى تشتيت المستوى الفني وخلق ازدحام في جدول المباريات، مما يصعب على الأندية التنافس بفعالية.

الهلال، بصفته أحد أعرق الأندية الليبية وأكثرها تأثيرًا، لم يلتزم الصمت أمام هذا القرار، بل أعلن عن انسحابه بشكل فوري كوسيلة للتعبير عن رفضه القاطع لما وصفه بالتحريف الممنهج للوائح والقوانين.

اتهامات الهلال: تحريض وصدام بين الأندية

لم تقتصر اتهامات الهلال على الجوانب الفنية فقط، بل أخذت طابعًا سياسيًا واجتماعيًا أكثر تعقيدًا. ففي بيانه، اتهم الهلال رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم بالتحريض ضد الجمعية العمومية للأندية عبر تصريحات متلفزة تهدف إلى خلق انشقاق داخلي بين الأندية. جاءت هذه التصريحات في وقت حساس تشهد فيه الكرة الليبية تراجعًا حادًا في مستويات الأداء والإدارة، حيث يرى النادي أن الاتحاد يعمل بشكل متعمد على إحداث الصدام بين الأندية لأغراض مجهولة.

يتهم الهلال الاتحاد باستخدام وسائل إعلامية للتأثير على الرأي العام الرياضي وخلق حالة من الشك والريبة بين الأندية، وهو ما وصفه النادي بأنه “فخ” يسعى الاتحاد من خلاله إلى إضعاف الروح الجماعية للأندية الكبرى وتقليص نفوذها في المشهد الرياضي الليبي.

الدعوة لسحب الثقة وانتخابات عاجلة

ردًا على هذه التطورات، طالب الهلال بضرورة سحب الثقة بشكل فوري من الاتحاد الليبي لكرة القدم، ودعا إلى تنظيم انتخابات عاجلة وفق خريطة طريق واضحة المعالم تضمن إعادة هيكلة الاتحاد وتصحيح مساره. الهلال يؤمن أن هذه الخطوة ليست فقط ضرورة لاستعادة الاستقرار في كرة القدم الليبية، بل هي شرط أساسي لضمان أن تحكم الرياضة الليبية بمبادئ العدالة والنزاهة.

وأضاف النادي أن الأندية الليبية لن تنزلق إلى الفخ الذي ينصبه الاتحاد، مشيرًا إلى أن أندية الدوري الممتاز، على اختلاف توجهاتها، تقف يداً واحدة ضد هذه السياسات التخريبية التي تهدف إلى تفتيت اللحمة الرياضية وتدمير بنية كرة القدم الليبية.

مستقبل كرة القدم الليبية في مهب الريح

انسحاب الهلال ليس مجرد انسحاب فريق من مسابقة، بل هو إشارة قوية إلى أن الأزمات التي تعصف بالكرة الليبية لا تزال تتفاقم دون حلول تلوح في الأفق. يأتي هذا الانسحاب في وقت تواجه فيه الكرة الليبية تحديات كبرى على المستويات الإدارية والفنية والمالية. التوتر المتصاعد بين الأندية والاتحاد يعكس فشل القيادة الرياضية في تلبية تطلعات الجماهير والنهوض بمستوى كرة القدم الليبية التي عانت لسنوات من التخبط والتراجع.

الهلال، بخطوته هذه يرمي إلى إطلاق شرارة إصلاح شامل في المنظومة الرياضية الليبية. النادي يرى أن إعادة ترتيب البيت الداخلي للرياضة الليبية يجب أن تكون أولوية قصوى، ليس فقط من أجل تحسين مستوى المنافسة، ولكن أيضًا لضمان تحقيق العدالة والمساواة بين جميع الأندية، بعيدًا عن السياسات المنحازة التي يتهم بها الاتحاد الحالي.

الضغوط الجماهيرية والإعلامية

من المتوقع أن تتزايد الضغوط على الاتحاد الليبي لكرة القدم في الأيام المقبلة، خاصة مع تزايد الانتقادات من جماهير الأندية الكبرى التي طالما كانت العمود الفقري لكرة القدم الليبية. الجماهير، التي كانت تأمل في رؤية منافسة رياضية عادلة ومشوقة، تشعر اليوم بخيبة أمل كبيرة نتيجة هذه القرارات المثيرة للجدل.

الإعلام الرياضي في ليبيا لم يبقَ صامتًا بدوره، حيث انتقد العديد من المحللين الرياضيين الطريقة التي يدير بها الاتحاد المسابقة، محذرين من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى انهيار المنظومة الرياضية بالكامل.

في الختام، يظل مستقبل كرة القدم الليبية مجهولًا في ظل هذه الأزمات المتلاحقة، وإن كان هناك أمل في الإصلاح، فإنه بلا شك يعتمد على قدرة الأندية، وعلى رأسها الهلال، على الوقوف في وجه هذه السياسات التخريبية والعمل بشكل جماعي لاستعادة مسار الرياضة الليبية نحو الاستقرار والتطور.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24