في دراسة جديدة، تمكن باحثون من تطوير أداة قادرة على توليد 4000 فكرة بحثية مبتكرة في غضون ساعات.

وتفوق الباحثون بذلك على جهود 50 عالمًا كانوا يعملون بشكل مستقل، مما يثير تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في الأبحاث العلمية.

تم تقييم الأفكار التي ولّدها الذكاء الاصطناعي والأفكار البشرية من قبل مجموعة من المراجعين الذين لم يُخبروا بمصدر كل فكرة.

وجاءت نتائج التقييم لتظهر أن الأفكار الناتجة عن الذكاء الاصطناعي كانت أكثر إثارة للاهتمام، على الرغم من أن قابلية تنفيذ هذه الأفكار كانت أقل قليلاً مقارنةً بأفكار البشر.

ومع ذلك، يشير العلماء إلى أن هذه الدراسة، التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، تعاني من بعض القيود.

وتركّزت على مجال بحثي واحد، وطلبت من المشاركين البشر تقديم أفكار بشكل عفوي، مما قد يكون قد أثر سلبًا على قدرتهم على إنتاج أفضل أفكارهم.

الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم

تتزايد الجهود لاستكشاف كيفية استخدام نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) في أتمتة المهام البحثية، بما في ذلك كتابة الأوراق البحثية وتوليد الأكواد والبحث في الأدبيات.

لكن تقييم قدرة هذه الأدوات على توليد زوايا بحثية جديدة تشبه تلك التي يقدمها البشر لا يزال تحديًا، نظرًا لأن تقييم الأفكار يعتمد على التقدير الشخصي ويتطلب خبراء يمتلكون القدرة على مراجعة الأفكار بعناية.

عمل الباحثون على مدار عام كامل لتقييم مدى قدرة نماذج اللغة الكبيرة، التي تُعتبر الأساس الذي يقوم عليه أدوات مثل ChatGPT، وشمل المشروع أكثر من 100 باحث في مجال معالجة اللغة الطبيعية، حيث تم تكليف 49 مشاركًا بتطوير أفكارهم في إطار زمني محدد.

وتم تحفيز المشاركين بمكافأة مالية لكل فكرة، بالإضافة إلى جائزة إضافية لأفضل خمس أفكار.

مقارنة بين الأفكار

تمت عملية تقييم الأفكار من خلال توزيعها بشكل عشوائي على 79 مراجعًا، حيث قيّموا كل فكرة من حيث الجدة والإثارة والقابلية للتنفيذ.

ولضمان عدم معرفتهم بمصدر الأفكار، تم استخدام أداة أخرى لتعديل النصوص، مما ساهم في توحيد أسلوب الكتابة.

بشكل عام، جاءت نتائج التقييم لتظهر أن الأفكار الناتجة عن الذكاء الاصطناعي كانت أكثر ابتكارًا وإثارة من تلك التي قدمها المشاركون البشر.

ومع ذلك، وعند التدقيق في الأفكار، وُجد أن حوالي 200 فكرة فقط كانت فريدة حقًا، مما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أقل إبداعًا مع زيادة عدد الأفكار التي ينتجها.