متى بدأ الشر؟! - بوابة نيوز مصر

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تم الاعلان من ساعات عن تفاصيل متى بدأ الشر؟! - بوابة نيوز مصر ومن خلال موقعنا نيوز مصر سوف نعرض لكم الان التفاصيل الكاملة حول متى بدأ الشر؟! - بوابة نيوز مصر وذلك من خلال السطور القليلة التالية.

خارج السرب

السبت 21/سبتمبر/2024 - 07:55 م 9/21/2024 7:55:12 PM

ما إن تُذكر كلمة "الشر" حتى تستدعى المخيلة كل ما هو سيئ وقبيح ومؤلم ومرعب انتهاءً برسم صورة لرمز الشر؛ أى "الشيطان أو إبليس أو لوسيفير أو بلعزبول أو عزازيل" أو أيًا ما كان يُطلق عليه فى الحضارات القديمة أو الأديان حيث بدأت البذرة الخبيثة لما نطلق عليه الشر.
قبل ظهور الأديان السماوية نجد أن الشر ورموزه حاضرة فى كل الحضارات القديمة على مدار التاريخ الإنسانى باختلاف أشكالها، فيطالعنا رمز الشر الفرعونى المتمثل فى الإله ست الذى قتل أخاه أوزوريس، وكذلك نجد رمز الشر الإله موت عند الفينيقيين، أما حضارات الأزتيك والمايا والهند والصين مثلًا فقد تمثل الشر لديها فى وجود آلهة متعددة يدور بينها وبين آلهة الخير الصراع المحتدم ما يلقى بظله على الإنسان الذى يختار مصيره فيما بينها، فيما تم اختزال فكرة الشر فى وجود إله واحد فقط للشر فى مواجهة إله الخير، أو الظلام فى مواجهة النور، فى حضارات دول آسيا بشكل خاص. بينما نجد الشر وفق نظريات عقائدية وفلسفية أخرى هو مجرد طيف غير ذى شكل محدد أو روح يتمثل فيها الشر.
بالنسبة للديانات السماوية فنجد الشر فى التوراة ليست له بداية محددة، بل نقرأ عن «شياطين» من جند الإله «يهوه»، يرسلهم لتنفيذ مهام الإهلاك بحق المغضوب عليهم، كذلك يرسل أرواحًا شريرة تُسَلّط على مَن يخطئ فى حق الإله فتتلبسه وتصيبه بالجنون، من أبرزهم «عزازيل»، وهو شيطان عظيم الشأن عالى المكانة إلى حد أنه يقتسم مع «يهوه» قربان الخطيئة الذى يغسل بدمه خطايا الشعب اليهودى.
بينما يعزى الشر فى المسيحية إلى جوانب السلوك البشرى المخالفة للوصايا العشر والتى تمثل خرق أوامر الرب، فالمخلوقات بطبيعتها بما فيها الشيطان ليست شرًا، بل إنه ينتج عن سوء استخدام وتوجيه الحرية، فالشر لا يكمن فى الشىء نفسه لأن كل ما هو مخلوق من الله ليس شرًا إنما يتمثل الشر فى موقفنا تجاه هذا الشىء، وبالتالى يكون الإنسان سبب الشر لنفسه وللآخرين.
أما القرآن فيروى لنا عن إبليس، ذلك المخلوق النارى الذى كان أشد المخلوقات طاعة لله، والذى أدى به غروره وخيلاؤه اللذان واجه بهما الأمر الإلهى «اسجد» إلى عصيان الخالق ومن ثم غضبه عليه وإخراجه من النعيم ولعنه إلى الأبد، فتوعد الإنسان بأنه لن يعدم وسيلة لإغوائه حتى يلقى الهلاك، حينها فقط بدأت قصة الشر ولن تنتهى حتى قيام الساعة.
إذن، فوجود الشر مقرون بوجود الإنسان، وما يعتبره البعض معضلة فلسفية تناقض فكرة الإله الرحيم، يعتبره البعض الآخر -الأستاذ عباس العقاد مثلًا- فاتحة خير، إذ لم يكن للإنسان معرفة قيمة الخير إلا بمقاساته ألوان الشر بصوره المتعددة ولم يكن قادرًا على أن يفرق بينهما، فوجود الشر متمثلًا فى إبليس وضع آدم أمام أعظم اختبار وهى حمل الأمانة - "الحرية" - التى أبت الجبال أن تحملها، كى يعبد الله بإرادته المحضة، ومناط الحكمة الإلهية بأن يبلغ مخلوقه الطينى هذا - الإنسان - أعلى مراتب النورانية الإيمانية التى لم تبلغها الملائكة المطبوعة على الطاعة، فسبحان الخالق الحكيم.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق