رغم الإعلان الرسمى من المسئولين عن ملف الدواء فى مصر، عن وجود انفراجة فى أزمة نقص الأدوية، فإن المرضى ما زالوا يشعرون بوجود نقص فى الدواء، وأيضا ما زالوا يجدون صعوبة فى تخفيف آلامهم، ويشهد على ذلك طوابير المواطنين الطويلة أمام الصيدليات الحكومية.

على أرض الواقع، هناك الآلاف من المرضى فى رحلة عذاب للبحث عن العلاج، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة وكذلك الأدوية التى تعالج الأمراض غير المزمنة، والأزمة تطول أيضًا الصيدليات التى تعاني، حتى أصبح الصيدلى الذى يوفر عددا قليلا من العبوات للأصناف الحيوية المهمة يقتصر توزيعها على المعارف والأقارب ونفسه أولا، فمن غير المعقول أن يتوفر له 5 عبوات من دواء يحتاج إليه يوفرها لأهله أو أصدقائه، وبالتالى المواطن الذى يتردد على الصيدلية لن يجد علاجه لعدم وجود وفرة فى الأدوية حسب الاحتياج.

“موقع مولانا” التقت عددا من المرضى الذين يشتكون نقص الأدوية منذ شهور، ورغم الوعود الرسمية من المسئولين عن توفير الأدوية، فإن المرضى لا يصدقون هذه التصريحات لأنهم لا يجدون العلاج.

ليلى ابنة مريضة مصابة بالسرطان تروى لـ”موقع مولانا” معاناة الحصول على العلاج، حيث ظلت تبحث عن دواء يوتورال مضاد للأورام فى كل الصيدليات المحيطة بها فى الإسكندرية، إلا أنها لم تجده حتى فى الصيدليات الحكومية وهو دواء مهم تحصل عليه أثناء جرعات الكيميائي، وظلت تؤجل الجلسات لفترة لحين توفير العلاج، حيث يستخدم فى علاج سرطان المعدة والقولون والثدي.

وأوضحت أنها وجدت منه عبوات بعد فترة من البحث إلا أنه كان بسعر مبالغ فيه واشترته بـ400 جنيه رغم أن سعره لا يتعدى الـ50 جنيها رسميا.

من بين الأدوية التى شهدت نقصا فى السوق أدوية علاج الأملاح رغم انخفاض ثمنها، وكثرة وجود بدائل ومثائل فى الصيدليات لها، إلا أنها كانت مصدر شكوى من بعض المرضى الذين أكدوا أنهم يجدون صعوبة فى توفير فوار الأملاح، وحتى لو وجد يشترون منه بالأكياس وليس عبوة كاملة.

دواء أميوران لعلاج التهابات المفاصل والروماتيزم تعرض لنقص شديد خلال الفترة الماضية وما زال ناقص وغير متوفر فى السوق، حيث اشتكت نيرمين تبلغ من العمر 40 عاما، ووصف لها الطبيب دواء الأميوران لتحسين حالة الالتهاب لديها ورفع المناعة وتلتزم بالعلاج لفترة إلا أنها لم تستطع توفير الدواء.

موقع مولانا أيضا تواصلت مع عدد من المرضى الذين لجأوا للخط الساخن 15301 والذى خصصته هيئة الدواء للإبلاغ عن الأدوية الناقصة واستعلام المواطنين عن أماكن توفر الدواء، واشتكى المرضى من أن الخط الساخن لا يفيد بشيء، ويتم الاتصال بهم والإبلاغ عن البيانات الخاصة بالمريض والدواء الذى يبحث عنه، وتكون الإجابة من مسئولى الخط الساخن أنه سيتم الاتصال بهم مرة أخرى ويمر يوم واثنان وثلاثة أيام بلا رد وجدوى، ثم يتصلون بهم بعد أسبوع لإبلاغهم بأن الدواء، إما متوفر فى صيدلية الإسعاف أو غير متوفر وله بدائل أخرى متوفرة يمكن استخدامها.

معاناة مرضى السكرى ما زالت مستمرة فى البحث عن الإنسولين المستورد رغم إعلان هيئة الدواء المصرية عن بدء ضخ ملايين العبوات من الأنسولين، إلا أنه يوزع بعدد محدود للغاية على الصيدليات ويجد المرضى صعوبة فى توفيره والذى ينجح فى توفيره يكون على معرفة بصيدلى جار أو قريب له وما دون ذلك لا يجدون الأنسولين.

واشتكى أحمد هاشم فى حديثه لـ”موقع مولانا” من أنه منذ شهور توقف يبحث عن الأنسولين ميكستارد ولا يجده إلا أنه منذ أيام ذهب لصيدلية الإسعاف بحثا عنه وصرف عبوتين فقط تكفيه لمدة شهر بعد أن أحضر معه روشتة من طبيب تثبت أنه مريض سكر وبحاجة إلى الأنسولين.

تامسولين من الأدوية المهمة لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، وظل المرضى يبحثون عنه فى الصيدليات خلال الفترة الماضية غير متوفر، كما أنه لم يكن متاحا داخل صيدليات التأمين الصحي، ويضطر المرضى لشرائه من خارج التأمين.

كوراسور من أدوية علاج ضغط الدم المنخفض وأيضا تعرض لنقص شديد بسبب انخفاض سعره لأنه من الأدوية رخيصة الثمن لا يتعدى الـ ٢٠ جنيها، ويروى عصام محمد لـ”موقع مولانا” أنه يحصل على دواء كوراسور لضبط ضغط الدم إلا أنه يواجه صعوبة فى توفيره.

وكذلك أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم الأكثر استخداما كونكور بكل تركيزاته رغم بدء ضخ كميات كبيرة منها، إلا أنها تتوفر كوتة للصيدليات بعدد قليل فيأخذها “المعارف” فقط.

مريم محمد من المرضى الذين يبحثون عن الأدوية الناقصة منها كبسولات رواكول المستخدمة لعلاج حصوات المرارة وتفتيت الحصوات وظلت تبحث عنه فى صيدليات محافظة المنوفية ولم تجده وحتى الآن لا تعرف كيف يمكن توفيره.