الرحيل الاستثنائى للزعماء الثلاثة - بوابة نيوز مصر

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تم الاعلان من ساعات عن تفاصيل الرحيل الاستثنائى للزعماء الثلاثة - بوابة نيوز مصر ومن خلال موقعنا نيوز مصر سوف نعرض لكم الان التفاصيل الكاملة حول الرحيل الاستثنائى للزعماء الثلاثة - بوابة نيوز مصر وذلك من خلال السطور القليلة التالية.

حتى نلتقى

الأحد 22/سبتمبر/2024 - 08:25 م 9/22/2024 8:25:43 PM

حسب علمي، فإن المصريين ذرفوا الدموع بغزارة فى القرن العشرين عندما خطف الموت ثلاثة زعماء سياسيين أفذاذًا. كتب التاريخ وثقت رحيل هؤلاء الثلاثة باهتمام، كما تولت الكاميرا (الفوتوغرافية والسينمائية) عمل اللازم عند رحيل اثنين منهم.
الرجال الثلاثة هم بترتيب الرحيل: مصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبدالناصر. مات الأول فى 10 فبراير 1908، وعمره 33 عامًا فقط، وقد رثاه أمير الشعراء أحمد شوقى بقصيدة دامعة مطلعها: المشرقان عليك ينتحبان/ قاصيهما فى مأتمٍ والدانى.
أما الرجل الثاني، فكان سعد باشا زغلول، زعيم ثورة 1919 ضد الاحتلال اإنجليزي، والذى قضى نحبه فى 23 أغسطس 1927 عن 68 عامًا، وقد بكته بحرقة جموع المصريين، إذ هرعوا فى الشوارع غير مصدقين النبأ الحزين، حتى إن صحيفة الأهرام لم تستطع أن تكتب فى عنوانها الرئيسى كلمة (مات أو رحيل) من فرط الفاجعة، واكتفت للمرة الأولى والأخيرة بوضع كلمة واحدة فى العنوان وهى (سعد). ومن حسن الحظ أن نجيب محفوظ وثق لنا الجنازة بتفاصيلها فى روايتيّ (قصر الشوق) و(قشتمر)، إذ كان عمره آنذاك 16 سنة.
وأما الرحيل الثالث، فكان من نصيب جمال عبدالناصر أشهر زعيم مصرى وعربى فى القرن العشرين، وقد مات الرجل فجأة يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970 عن 52 سنة وحفنة شهور.
اللافت أننى أذكر هذا اليوم وما تلاه كأنه حدث أمس، فقد بلغت تسعة أعوام ونصف العام فى تلك الليلة المشهودة، ورأيت كيف انقلب حى شبرا الخيمة، حيث أقيم مع أسرتى آنذاك، رأسًا على عقب فى لحظات، بل تابعت مذهولا كيف صارت مصر كلها قطعة من الحزن المؤلم والعويل الموجع والدموع الساخنة.
بدا بيتنا فى مساء ذلك الاثنين البغيض عاديًا.. إبراهيم الشقيق الأكبر على الجبهة يشارك بهمة فى حرب الاستنزاف، بينما يتابع فكرى الطالب فى بكالوريوس هندسة، مهامه فى شرح الدروس لأشقائى ماجدة وفوزى وانتصار فى جامعاتهم ومدارسهم المختلفة، فى حين أحكى لشقيقى الأصغر صلاح بشغف أحداث فيلم (سواق نص الليل) لفريد شوقى الذى شاهدته فى سينما المؤسسة اليوم السابق.
وفى غرفته ينصت والدى إلى الراديو متنقلا باهتمام بين الأخبار السياسية الساخنة والإنصات إلى أم كلثوم وعبدالوهاب، فلم نكن نملك تليفزيونا فى ذلك الوقت.
كانت الساعة حول الثامنة مساء تقريبًا، وكان عبدالحيلم يصدح بصوته الحنون (زى الهوا يا حبيبى زى الهوا) فى إذاعة أم كلثوم،
وفجأة انقطع الإرسال، وحل القرآن الكريم بأصوات قرائنا الكبار فى كل محطات الإذاعة، والوالد يحرك المؤشر بحثا عن خبر يفسر هذا التحول الغريب دون جدوى. وبعد مضى وقت قصير انطلق صوت أنور السادات نائب رئيس الجمهورية حينئذ ليعلن بنبرات مؤثرة وفاة عبدالناصر.
وفى ثوانٍ معدودات رأيت من نافذة شقتنا البسيطة الآلاف هائمين على وجوههم فى الظلام وهم يصرخون ويولولون ويصيحون وقد أخذتهم صاعقة موت القائد فجأة.
إنهم زعماء أحبوا الناس والوطن، فخفق قلب الوطن لرحيلهم وبكاهم الناس.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق