جلال أمين - الذي رحل في مثل هذا اليوم عام 2018 - مفكر وكاتب مصري وأكاديمي، وإلى جانب ذلك فهو عالم في الاقتصاد والفكر، وضع عصارة فكره فى مؤلفات عديدة من أشهرها “ماذا حدث للمصريين” الذي انتقد فيه الأوضاع في مصر بكل صراحة، وهو نجل الدكتور المفكر أحمد أمين صاحب موسوعة “العادات والتقاليد”.

في مطلع الثمانينيات عُين أستاذًا للاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبدأ في نشر مقالات في شؤون الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، وكان معظمها في صحف معارضة.

نشأته وميلاده

وُلد الدكتور جلال أمين عام 1935، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، وكانت من دفعته الدكتورة آمال عثمان والصحفية آمال بكير.

حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن في الاقتصاد، وشغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس من 1965 إلى 1974، وعمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية، وأستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، وأخيرًا أستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ عام 1979 وحتى رحيله.

ابن كاتب مشهور ومستبد

عن نشأته وبدايته قال المفكر جلال أمين في كتابه "علمتني الحياة": “أنا ابن كاتب مشهور هو أحمد أمين، هو ليس في شهرة توفيق الحكيم، وفي وقت مبكر خيل لي أني لا بد وأن أكون كاتبًا مشهورًا وصوري تملأ الصحف، وكان عندي الاستعداد حتى إنني وأنا أقل من سبع سنوات كتبت قصة، التحقت بمدرسة اسمها النموذجية التي أصبحت فيما بعد النقراشي، وعندما انتقلنا إلى الدقي التحقت بمدرسة الأورمان، عشت في بيت به 8 أفراد، وكانت أمي تحمل أعباءً كبيرة، ورغم أن والدي كان متحررًا يميل إلى الديمقراطية فإنه في بيته كان مستبدًّا فلم يكن من مهامه الترويح عن أسرته، وكانت الأسرة سرًّا من أسراره، حتى إنه عندما نسافر إلى الإسكندرية كان يقطع تذكرته في الدرجة الأولى والزوجة والأولاد في الدرجة الثانية”.

وأضاف: بدأت الكتابة في مجلة الثقافة عن الفيلسوف رينيه ديكارت وأنا عندي 15 سنة، وكان بتوقيع "الأديب جلال أمين"، أما كبار الأدباء فكان توقيعهم بـ "الأستاذ"، كان أبي يريدني طبيبًا لكنه لم يعترض على التحاقي بكلية الحقوق من أجل دراسة الاقتصاد، حصلت على الليسانس، ثم حصلت على دبلومتين في الاقتصاد.

عن ذكريات دراسته بالخارج قال الدكتور جلال أمين: كانت إنجلترا ممتعة جدًّا وأتذكر كلمة أستاذي الدكتور زكي شافعي وأنا مسافر للبعثة قال لي (اوعى ترجع لنا من إنجلترا اقتصادي أُمي)، لكن في لندن شاهدت مسرحيات وأفلامًا ومحاضرات ومارست هوايات، وعدت إلى القاهرة بعد انتهاء الدكتوراه ومعي زوجتي الإنجليزية عام 1964 وكانت سعيدة جدًّا مستبشرة ببناء حياة جديدة بمصر، قضينا على الباخرة الجزائر ثلاثة أيام في طريق العودة أسمع أغاني مصرية منها: “كنا حنبني وادي احنا بنينا السد العالي”، وكانت من أحلى الكلمات التي تعلمتها زوجتي ونحن ما زلنا على الباخرة في طريق العودة.

عصر التشهير بالعرب والمسلمين 

ساهم الدكتور جلال أمين في إثراء المكتبة المصرية والعربية على حد سواء بالعديد من الكتب والأبحاث، والتي تظل محفورة في ذاكرة الدارسين والكتاب لسنوات طويلة، في جميع المجالات، منها: كتاب "كشف الأقنعة" وهو عن نظريات التنمية، "فلسفة علم الاقتصاد"، "عصر التشهير بالعرب والمسلمين" وهو يوضح حجم ما تعرض له العرب والمسلمون من حملات تشويه ممنهجة من أنصار الصهيونية العالمية.

ماذا حدث للمصريين؟ سبب شهرته 

أما كتابه "ماذا حدث للمصريين" الذى كان سببًا في شهرته فيقول عنه الدكتور جلال أمين: لم أكن معروفًا قبل هذا الكتاب الذي تناوله الناس وكتب عنه النقاد بشكل غير متوقع، وقد يرجع هذا إلى جاذبية العنوان لكن الكتاب لا يعيش بعنوانه فقط فهو بالفعل يحمل أفكارًا هامة، ومكتوب بلغة سهلة تجمع بين الأكاديمية والأدبية، كما مزجت بين القضايا العامة والخاصة.

مكتوب على الجبين 

وفى كتاب "مكتوب على الجبين" يرصد الدكتور جلال أمين أبرز المحطات التي مرت في حياته منذ طفولته، ويروي شهادته عن فترة الاحتلال الإنجليزي، ومن بعدها ثورة يوليو، وينتقل بعد ذلك لرحلته مع دراسة الاقتصاد وعلاقته بالتنظيمات اليسارية، ثم سفره للدراسة في إنجلترا.

يقول الدكتور جلال أمين: من عاش مثلي ثمانين عامًا، لا بد أن يكون قد تعرَف في حياته على عدد كبير من الناس، رجال ونساء، أغنياء وفقراء، من المتعلمين وغير المتعلمين، مصريين وأجانب، إلخ، وعندما أستعيد في ذهني ما رسخ لدي من انطباعات عن هذا الشخص أو ذاك، فيمن تعرفت عليهم على مر السنين، يعتريني العجب بعد أن وجدت معظم هؤلاء بل أكاد أقول كلهم من الألغاز المستعصية على الفهم.

عن اتجاهاته فى الحياة قال الدكتور جلال أمين: صحيح أنا علماني في حدود عدم إقحام الدين فيما لا يجوز إقحام الدين فيه، وفي هذا الجانب أنا من العلمانيين لكن حينما يذهب العلمانيون وينظرون إلى الدين نظرة تعالٍ توحي بأن التدين موقف غير تقدمى، فأنا مع الإسلاميين.

جائزة العويس للأعمال المتميزة 

حصل الدكتور جلال أمين فى حياته على تكريمات متعددة في مصر والخارج، ففي عام 2013 نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، ومنحه الرئيس الأسبق حسني مبارك وسام الاستحقاق في العلوم والفنون، كما فاز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عام 2017، وجائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية التي تمنح للأعمال المتميزة وللمساهمات الغنية في الأدب العربي عام 2010.

لم أندم على شيء فعلته 

في أواخر حياته كتب الدكتور جلال أمين: “لا أندم على شيء عملته، واستخلصت لنفسي أشياء كثيرة، منها أن مصادر السرور كثيرة وكذلك الحزن، وهذا ما رصدته في كتبي وفي كتاب “علمتني الحياة” ختمت نهاية الكتاب، بأنني توجهت بصحبة ابنتى وزوجتى لوضع بعض الأزهار على قبر حماي، وأثناء الرجوع جاء المخاض لابنتي فولدت في ذات اليوم، فأوجه الفرج كثيرة، وكذلك الحزن فالفرح والحزن لا يدوم”.

 ونقدم لكم من خلال موقع (موقع مولانا)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.