بعد عام ونصف تقريبًا من اعتزال اللعب الدولي، رفقة منتخب فرنسا، أعلن بطل كأس العالم 2018، رافاييل فاران اعتزاله كرة القدم نهائيًا، في خطوة مفاجئة من مدافع كومو الإيطالي، بعمر 31 عامًا فقط.

وكان فاران -الذي عانى من إصابات أبعدته عن اللعب بشكل مستمر مع مانشستر يونايتد- قد أعلن في 3 فبراير/شباط 2023، اعتزاله اللعب الدولي مع فرنسا، من أجل التركيز على مهمته في يونايتد، ولكن الإصابات كان لها رأي آخر.

وعانى فاران لاعب ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي سابقا، من إصابة في الركبة بعد انضمامه إلى كومو الصاعد حديثا إلى دوري النخبة الإيطالي، الأمر الذي أبعده عن القائمة الرسمية للفريق، ليتخذ قرارًا بالاعتزال النهائي بعد أسابيع من انتقاله إلى النادي الإيطالي.

فاران يعلن اعتزاله برسالة مؤثرة

وكتب فاران رسالة مطولة عبر حسابه الرسمي بمنصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام": "يقولون إن كل الأشياء الجيدة لابد أن تنتهي"، وأضاف: "لقد خضت العديد من التحديات في مسيرتي المهنية ونجحت في كل مرة، وكان من المفترض أن يكون كل ذلك مستحيلاً، لقد عشت مشاعر لا تصدق ولحظات وذكريات خاصة ستدوم مدى الحياة، وعند التفكير في هذه اللحظات، أشعر بفخر كبير وشعور بالإنجاز عندما أعلن اعتزالي هذه اللعبة التي نحبها جميعًا".

وواصل: "أنا ألتزم بأعلى معايير الجودة، وكنت أريد أن أواصل مسيرتي بقوة، وليس فقط التشبث باللعبة فالأمر يتطلب جرعة كبيرة من الشجاعة حتى تستمع إلى قلبك وغرائزك، فالرغبة والاحتياجات شيئان مختلفان، لقد سقطت ونهضت ألف مرة، وهذه المرة، حانت اللحظة للتوقف وتعليق حذائي مع فوزي بكأس الاتحاد الإنجليزي في مباراتي الأخيرة في ويمبلي".

وأردف: "لقد أحببت القتال من أجل نفسي، والأندية التي لعبت لها وبلدي، وزملائي في الفريق، والمشجعين في كل فريق لعبت له، من لانس إلى ريال مدريد إلى مانشستر، واللعب لصالح منتخب فرنسا، لقد دافعت عن كل شعار للفرق التي لعبت لها بكل ما أوتيت من قوة، وأحببت كل دقيقة من الرحلة، إن اللعب في أعلى مستوى هو تجربة مثيرة تجعلك تختبر كل مستويات جسدك وعقلك، والعواطف التي نختبرها لا يمكنك أن تجدها في أي مكان آخر، وبصفتنا رياضيين، لا نشعر بالرضا أبدًا، ولا نقبل إلا النجاح، تلك هي طبيعتنا وما يغدينا".

وشدد المدافع الفرنسي: "لا أشعر بأي ندم، ولن أغير أي شيء، لقد فزت بأكثر مما كنت أحلم به، ولكن بعيدًا عن الألقاب والجوائز، فأنا فخور بأنني مهما كلف الأمر، تمسكت بمبادئي وبأن أكون صادقًا وحاولت أن أترك كل مكان أفضل مما وجدته، آمل أن أكون قد جعلتكم جميعًا فخورين".

وأردف: "وهكذا، تبدأ حياة جديدة خارج الملعب، سأظل مع كومو، فقط بدون استخدام حذائي وواقيات الساق، وهو شيء أتطلع إلى مشاركة المزيد عنه قريبًا".

وختم رسالته بالقول: "في الوقت الحالي، أود أن أقول إلى مُشجع كل نادٍ لعبت معه، وزملائي في الفريق، والمدربين والموظفين،  أشكركم من أعماق قلبي على جعل هذه الرحلة أكثر خصوصية مما يمكن لأحلامي الجامحة أن تتخيله.. شكرًا لك يا كرة القدم".