أشاد المنتدى الاقتصادي العالمي باتفاق زعماء العالم على صياغة "ميثاق المستقبل" الذي خرج قبل قليل في ختام قمة المستقبل للأمم المتحدة بنيويورك، ووصفه بالتاريخي ، وأكد أن هذا الميثاق يضمن رؤية رقمية عالمية واعلانًا بشأن مستقبل الأجيال القادمة.

وأوضح المنتدى ، في تقرير نشره عبر موقعه الرسمي ، أن هذا الميثاق يأتي بينما تدفع اجتماعات تأثير التنمية المستدامة للمنتدى الاقتصادي العالمي (SDIM24) العمل نحو تعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فبعد تسعة أشهر من المفاوضات، اتفق زعماء العالم على ميثاق تاريخي للمستقبل في قمة المستقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ، خلال القمة ، " نحن هنا لإعادة التعددية من حافة الهاوية"، بينما قال رئيس الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس وزراء الكاميرون السابق فيليمون يانج " إن الميثاق سيضع الأساس لنظام عالمي مستدام وعادل وسلمي لجميع الشعوب والأمم".

ويتألف الميثاق من 56 إجراءً مصممًا لـ "تسريع" أهداف التنمية المستدامة، ولكن بشكل خاص لتسريع التقدم في القضايا المتعلقة بالسلام والأمن والحوكمة العالمية وتغير المناخ والتعاون الرقمي وحقوق الإنسان والشباب والأجيال القادمة.

وجاءت القمة في بداية أسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة وهي تتبع قمة أهداف التنمية المستدامة التي انعقدت في شهر سبتمبر 2023 ومثلت نقطة المنتصف للموعد النهائي لعام 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ، وأسفرت عن اعتماد الإعلان السياسي لأهداف التنمية المستدامة ، حيث أظهر تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2024 أن 17٪ فقط من أهداف التنمية المستدامة تسير على المسار الصحيح حتى الآن.

وأكد المنتدى أنه من المقرر أيضًا أن يحضر زعماء العالم اجتماعات تأثير التنمية المستدامة للمنتدى الاقتصادي العالمي (SDIM24) خلال الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر، وهي سلسلة سنوية من الحوارات المصممة لدفع العمل والشراكات والابتكار في الاستدامة لتعزيز أهداف التنمية المستدامة.

ووصف جوتيريش القمة بأنها "فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في الجيل لتنشيط العمل العالمي وإعادة الالتزام بالمبادئ الأساسية ومواصلة تطوير أطر التعددية حتى تكون مناسبة للمستقبل"، وتألفت القمة من حوارات واجتماعات عامة واعتماد الميثاق، مع الإشارة إلى حضور أكثر من 4000 شخص من رؤساء الدول والحكومات إلى أعضاء المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.

ويتضمن الميثاق : أول إعادة التزام متعدد الأطراف بنزع السلاح النووي منذ أكثر من عقد من الزمان، مع التزام واضح بهدف القضاء التام على الأسلحة النووية ، والالتزام بتحسين كيفية قياسنا للتقدم البشري والذهاب إلى ما هو أبعد من الناتج المحلي الإجمالي والمضي قدما نحو تعزيز رفاهية الإنسان والكوكب والاستدامة ، وتعهدات بإعطاء البلدان النامية رأيًا أكبر في كيفية اتخاذ القرارات في المؤسسات المالية الدولية وتعبئة المزيد من التمويل من بنوك التنمية متعددة الأطراف لمساعدة البلدان النامية ومراجعة الديون السيادية.

واعتبرت الأمم المتحدة أن الميثاق الرقمي العالمي، الملحق بالميثاق، هو "أول إطار عالمي شامل للتعاون الرقمي وحوكمة الذكاء الاصطناعي"، كما تضمن الميثاق التزامات بربط جميع الناس والمدارس والمستشفيات بالإنترنت وجعل الفضاء الإلكتروني آمنًا للجميع وإدارة الذكاء الاصطناعي، مع خارطة طريق تتضمن لجنة علمية دولية وحوارًا سياسيًا عالميًا حول الذكاء الاصطناعي. كما تضمن أول التزام عالمي بحوكمة البيانات.

وفي هذا السياق، أكد المنتدى الاقتصادي العالمي، في تقريره، أن أزمة المناخ لا تزال تتسبب في أحداث الطقس المتطرفة التي حطمت الأرقام القياسية وأثرت على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم مع تأثير غير متناسب على البلدان الأقل نمواً ، وأشار إلى أبحاث أجرتها شركة كاربون بريف وأثبتت أن أكثر من 15000 شخص لقوا حتفهم في أفريقيا بسبب الطقس المتطرف في عام 2023، ما أثر على 34 مليون حياة ، وخلال الفترة بين عامي 1970 و2021، نُسبت 11778 كارثة إلى الظواهر الجوية والمناخية والمائية المتطرفة ، وقد تسببت في أكثر من مليوني حالة وفاة وخسائر اقتصادية بقيمة 4.3 تريليون دولار، وفقًا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ووكالات متعددة بعنوان "متحدون في العلوم 2023".