"فرصة حقيقية لإبراز مساهمة النساء في المجال البيئي، فالابتكارات التي تقدمها النساء غالبا ما تكون شاملة وتركز على الحلول طويلة الأمد"، هذه كانت كلمات إحدى السيدات المشاركات في فعاليات منتدى المرأة الأوراسي العالمي في سانت بطرسبورغ.

وأعلنت شركة "روساتوم" بالتعاون مع مجلس منتدى المرأة الأوراسي عن إطلاق أول جائزة دولية للمشاريع البيئية بقيادة نسائية في دول مجموعة "بريكس"، ويُعتبر هذا التكريم تقديرًا للجهود التي تبذلها النساء في دول البريكس في قيادة المشاريع التي تعزز من الاستدامة البيئية.

مع زيادة الوعي بأهمية الاستدامة والبيئة، برزت النساء في الصفوف الأمامية لمواجهة التحديات البيئية. وفي العديد من البلدان، تقود النساء المبادرات التي تركز على الحفاظ على البيئة والتصدي للتغير المناخي.

وفقا لبيان "روساتوم"، تهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه النساء في حماية البيئة ودفع عجلة الاستدامة. كما تسعى إلى تمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتحفيز المشاريع التي تقدم حلولا مبتكرة ومستدامة للتحديات البيئية التي تواجه دول البريكس.

تعكس الجائزة الالتزام بتعزيز المساواة بين الجنسين في الصناعات العلمية والبيئية، فالنساء يمكن أن يكنّ مصدر إلهام للتغيير الإيجابي. وتعتبر روساتوم أن دعم المشاريع البيئية التي تقودها النساء يعزز من قدرتها على مواجهة التحديات البيئية الأكثر إلحاحا، وجلب رؤى جديدة وحلول مبتكرة.

بريكس والمنتدى النسائي الأوراسي

مجموعة البريكس، التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، إضافة إلى 4 دول انضمت إليها مؤخرا بينهم دولة الإمارات ومصر، تعتبر من القوى الاقتصادية الصاعدة، وتواجه هذه الدول تحديات بيئية مشتركة، من التغير المناخي إلى إدارة الموارد الطبيعية.

بهذه المبادرة، تسعى روساتوم إلى دعم هذه الدول في التحول نحو حلول بيئية مبتكرة ومستدامة، مع التركيز على تمكين النساء اللواتي يلعبن دورا رياديا في هذه العملية.

وبشكل عام، يعد "المنتدى النسائي الأوراسي" أكبر منصة دولية رسمية للحوار بين القيادات النسائية من جميع القارات ويسهم بتطوير قرارات مشتركة بشأن القضايا الراهنة.

وانطلقت فعاليات المنتدى بنسخته الرابعة بين 18 و20 سبتمبر/أيلول الجاري في سانت بطرسبورغ عاصمة الشمال الروسي، ونظمها مجلس الاتحاد والجمعية البرلمانية للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة بمشاركة عربية.

وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة خلال الجلسة العامة أكد فيها أن المنتدى يكتسب أهميته من كونه "يجمع نساء وصلن إلى مستويات عالية بالمجالات الإبداعية والإدارية والفكرية والإنسانية والتعليمية وتحظى تجربتهن بأهمية كبيرة بالنسبة للعالم".

شهدت فعاليات المنتدى حضورا واسعا من شخصيات رسمية ودبلوماسية رفيعة المستوى من البرلمانيات والسلطات التنفيذية والمنظمات الدولية وشخصيات موثوقة في الحركة النسائية الدولية من 126 دولة وأكثر من 20 منظمة دولية رائدة في منتدى المرأة الأوراسي.

المشاركة والشروط

ستكون الجائزة متاحة للنساء اللواتي يعملن في المشاريع البيئية في دول البريكس. وستشمل معايير الاختيار: الابتكار، والتأثير البيئي، والقابلية للتوسع.

يمكن أن تتنوع المشاريع بين الابتكارات التكنولوجية، وإدارة الموارد الطبيعية، أو حتى مبادرات التوعية البيئية.

تؤكد الجائزة على أهمية التنوع في القيادة البيئية، فهي لا تقتصر على تقديم الحلول، بل تسعى إلى تمكين المجتمعات بأكملها من خلال تعزيز دور النساء في تطوير الاقتصاد الأخضر والمستدام.

وتمتد فترة التقديم من 18 سبتمبر إلى 20 نوفمبر من العام الجاري عبر الموقع الالكتروني المخصص للجائزة ecoaward.eawf.ru.

ثم يتم إعلان القائمة المختصرة في 16 ديسمبر 2024، ويقام حفل توزيع الجوائز قبل نهاية عام 2024.

وسيحظى الفائزون بإرشاد من خبراء دوليين، وفرصة لعرض مشاريعهم على مستوى العالم، ودعم لتوسيع مشاريعهم داخل دول "بريكس".

التأثير المتوقع

يتوقع الخبراء أن تفتح هذه الجائزة آفاقا جديدة للنساء في دول البريكس، مما سيعزز من قدرتهن على تقديم حلول بيئية مستدامة. بالإضافة إلى ذلك، فإنها ستساهم في بناء شبكات تعاون جديدة بين النساء الرائدات في مجال البيئة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

وتهدف جائزة "المستقبل الأخضر" إلى تكريم ودعم المشاريع البيئية المتميزة التي تقودها النساء، وتعزيز التعاون بين دول "بريكس"، ودعم تطوير المبادرات الخضراء في روسيا.

وتسلط المسابقة الضوء على الدور الهام الذي تلعبه النساء في تعزيز التنمية المستدامة والتكنولوجيا الخضراء. ومع تواجد النساء في طليعة المبادرات البيئية، تهدف الجائزة إلى زيادة الوعي بمشاريعهن وتوفير فرص للتبادل بين دول "بريكس".

أكدت شخصيات بارزة مثل غالينا كاريلوفا، رئيسة مجلس منتدى المرأة الأوراسي، وتاتيانا تيرينتيفا، نائب المدير العام لشؤون الموارد البشرية في "روساتوم"، على أهمية هذه المسابقة في دعم القيادة النسائية في الاقتصاديات الخضراء.

تتماشى الجائزة مع أولويات دول "بريكس"، التي تركز على بناء اقتصاديات مستدامة وزيادة مشاركة المرأة في قطاعات الطاقة.