بعد حديثه علن النبي.. هجوم كبير على الداعية عبد الله رشدي

تصدر الداعية الإسلامية عبدالله رشدي عناوين مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثار حالة من الجدل بعد حديثه عن الأمور المتعلقة بالنبي صل الله عليه وسلم، وهو ما جعل بعض أئمة الأوقاف تبدأ في الهجوم عليه من خلال صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بحسب ما نشرته بعض المواقع المحلية على رأسها موقع القاهرة 24.

منشور عبد الله رشدي

و عبد الله رشدي قد نشر تدوينة عبر حسابه على فيس بوك، وقال فيها: “الصحيح عند الجمهور نجاسة الدم والفضلات وبه قطع العراقيون وخالفهم القاضي حسين فقال الأصح طهارة الجميع والله أعلم”.

وقد جاء منشور عبد الله رشدي على هذا النحو التالي:

قدرُ رسول الله في قلوب المسلمين لا حدَّ له؛ المسلمون على اختلاف مشاربهم عاشقون لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، هذا الحب غير المشروط الذي يملأ قلوب أهل الملة إنما هو من صميم الإيمان وكمال طهارة القلب، ولأنَّ قدر رسول الله فوق كلِّ قدرٍ بشريٍّ عند المسلمين فقد ازدانتْ كتبُنا بمدائحه وتغنَّى بها المحبون، وسيدُهم في ذلك هو سيدنا حسان رضي الله عنه الذي مدحه بما أعجز من أتى بعده قائلًا:”خُلِقْتَ مبَرَّءًا من كلِّ عيبٍ***كأنك قد خُلقتَ كما تشاء”، وهذا الحب ينبغي أن يُجَسِّدَه اتباعُ المسلم لسنةِ رسول الله وتقفِّيه أثرَه الطاهرَ فهو الباب الذي منه نَلِجُ وهو الطريق التي لا طريقَ وراءها، وهو سيدنا وأكرم الخلق على الحق جلَّ وعلا.

وأضاف: إذا علمتَ ذلك فاحذر من الغلاة المَرَدَةِ الذين بلغتْ بهم الزندقةُ مبلغها فصاروا يُغالون في حقيقةِ رسول الله، ولا أقول يُغالون في حبِّه بل في حقيقته، فتجدهم يهمسون بأنه ليس بشرًا أو أنه جزء من نور الله “الذاتي” أو أنه يعلم الغيب وحاضر مع الناس في حياتهم، وهذا يزعمه بعض الدجاجلةِ الذين كلما صنعوا مجلسًا قام أحدُهم -ليمنحَ نفسَه مزيد قبولٍ أو ليخلعَ على نفسه الولاية بين أتباعه- صائحًا بطريقة مفتَعَلَةٍ درامية معلِنًا أنَّ رسول الله حاضر معهم الآن، ولربما بلغت الحماقة ببعضهم أن يذهبَ لقبرِ رسولِ الله كي يُشهِدَه على شيء، ولربما بلغ الغلوُّ مبلغَه فصار أحدُهم يطلبُ من رسول الله قضاء حوائجه التي لا تُطلبُ إلا من الله فيطلبُ منه المال والجاه والولد والرزق، وادَّعى بعضُهم أنَّ رسول الله يتكلم كل الألسنة مستهجنًا كونَه أُمِّيًَّا.

وواصلعبد الله رشدي: وادَّعى بعضُهم أنَّ قول الله “عبس وتوولى” لا يجوز نسبةُ الفعل فيها لرسول الله لأنَّه -على حد جهلِه- سوء أدب، مع أنَّ جمهرة علماء الأمة على ذلك، فجعل كلَّ أولئك فاقدين الأدبَ مع رسول الله، وادَّعى بعضُهم أنَّ القول بنجاسة دمِ رسول الله أيضًا سوء أدبٍ مع أنه كذلك قول جمهرةٍ من العلماء! وادَّعى بعضُهم أن القول بعدم نجاة والدي المصطفى سوء أدب مع رسول الله مع أنَّه قول جمهرة الأئمة حتى القرن التاسع الهجري ثم فشا القول بالنجاة متأخرًا حين تبناه السيوطي، وادَّعى بعضُهم أن قول القائل “مات رسول الله” هو سوء أدب، ونسيَ ذلك القائل أن نسبة الموت لرسول الله أتى بها القرآن ونطق بها الصحابة، وتواتر عليها السلف، فجعل -بجهلِه- كلَّ ذلك من سوء الأدب.

هجوم قوي على عبدالله رشدي

وكان الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، من أول الناس الذين علقوا عى حديث عبد الله رشدي قائلا: تحشم يا ولد.. فهذا رسول الله.

وكتب عبر حسابه على فيس بوك:

الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ شديد الحساسية؛ لأن أدنى إساءة أدب في الحديث عن حضرته أو مع حضرته؛ قد تُخرج صاحبها من الإيمان، وقد جعل الله رفع الصوت عليه والجهر له بالقول؛ محبطا للعمل، فكيف بإساءة الأدب في الحديث عنه، ولو بدعوى حماية جناب التوحيد، مضيفا: وقد أجمع أهل الملة – إلا الشواذ – على أنه صلى الله عليه وسلم قد حاز كل كمال بشري، وأنه مهما قيل فيه من أوصاف الكمال فهو قليل في عظيم لا منتهى لعظمته، وأنه ينبغي بل يجب سلوك طريق الأدب والتوقير لحضرته عند الحديث عنه، تأسيا بما حكاه الله تعالى في كتابه من خطابه لحبيبه بالأدب الوافر التام، من نحو قوله: “عفا الله عنك، لِمَ أذنتَ لهم”، فقدم العفو قبل العتاب، تنبيها على الأدب في خطابه صلى الله عليه وسلم، ومن نحو قوله: “وما كنتَ بجانب الطور إذ نادينا”، فانظر كيف حذف وصف الأيمن من الطور وهو مثبت في آيات أخر؛ لئلا يعرِّض بنفي اليُمْن عنه؛ لكونه واقعا في حيز النفي!
قال أهل العلم: وهو أصل في الأدب عند مخاطبة الأكابر.

لمتعرض لإساءة الأدب عند الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، بزعم عدم المغالاة فيه حتى لا تفضي إلى الشرك؛ متعرض للخطر، وقلَّ من خاض في هذا، فسلم له إيمانه، نسأل الله السلامة، وأما أهل الأدب والحشمة معه صلى الله عليه وسلم؛ فقد سلكوا طريق الجادة، ودخلوا حصن الأمان، فرضي الله عنهم وأرضاهم.

وانظر – يا موفق – هذا المثال، واقْتَدِ بهؤلاء الرجال، قال الإمام ابن الرِّفْعة: الحق الذي أعتقده، وألقى الله به؛ أن فضلات النبي صلى الله عليه وسلم طاهرة، قلت: ابن الرفعة هو الإمام نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع الأنصاري، المعروف بابن الرفعة، شيخ المذهب الشافعي في عصره، الملقب بالفقيه، المتوفى سنة ٧١٠، له شرح عظيم على -التنبيه- لأبي إسحاق الشيرازي، و-الوسيط- لأبي حامد الغزالي، وَلِيَ حِسْبة القاهرة والوجه القبلي مدة، وناب في الحكم، ثم عزل نفسه، وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمته، في -الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة-؛ أنه كان قد نُدب لمناظرة ابن تيمية، فسئل ابن تيمية عنه بعد ذلك، فقال: رأيت شيخًا تتقاطر فروع الشافعية من لحيته.

وهذا التصريح منه في حق النبي صلى الله عليه وسلم؛ معدود في فضائله رضي الله تعالى عنه، محسوب له عند الله، وعند رسول الله؛ فإنه جزم به اعتقادا، ولم يُبْدِ فيه أي احتمال، مضيفا: جزاك الله خيرًا يا ابن الرفعة، ورفع في الدارين ذكرك، كما تحشمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولزمت عتبة الأدب، والأمة كلها تعلم أنه صلى الله عليه وسلم بشر، لكنه ليس كسائر البشر، كما أن الياقوت حجر، وليس كسائر الحجر، وهذا ما صرح به صلى الله عليه وسلم نفسه في قوله الشريف: “إني لست كهيئتكم”، وأن الله تعالى قد حباه خصائص لم يَحْبُها غيره من الأنبياء والرسل، فضلا عن سائر الخليقة، وأن ذلك كله لم يخرجه من دائرة البشرية إلى دائرة الألوهية، إلا في نظر المهووسين بالشرك، وذرائع الشرك، ونواقض التوحيد، وقد اعتنت الأمة بذكر خصائصه صلى الله عليه وسلم، وسجلها العلماء في تصانيفهم التي تندُّ عن الحصر.

وفي سياق متصل، كتب الشيخ أحمد البهي أحد أئمة وزارة الأوقاف عبر حسابه على فيسبوك بخصوص حديث عبد الله رشدي: “الكلام الساقط اللي كاتبه عبد الله رشدي عن سيدنا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- اليوم لا يصدر إلا من شخص ساقط”